اهتم بالخطوات الأساسية لكتابة الرواية
من الفكرةِ إلى الإبداعِ
إنّ كتابةَ الروايةِ رحلة تعدك بالإثارة ستبكي وتضحك وتسقط وتتعلم، وتكبر من خلالها، رحلةٌ تبدأُ بفكرةٍ بسيطةٍ وتنتهي بعالمٍ متكاملٍ من الشخصياتِ والأحداثِ.
في هذا المقالِ، سنستعرضُ بعضَ أساسياتِ كتابةِ الروايةِ بشكلٍ مُفصّلٍ، مع التركيزِ على تجنّبِ التكرارِ واستخدامِ أمثلةٍ واقعيةٍ من كبارِ الكتّابِ في العالمِ.
- الفكرةُ: بذرةُ الروايةِ
“إنّ الروايةَ هي ببساطةِ فكرةٌ جيدةٌ تُروى بشكلٍ جيدٍ.” – ستيفن كينج
تُعدّ الفكرةُ البذرةَ التي تنمو منها روايةٌ عظيمةٌ، فهي التي تُثيرُ شغفَ الكاتبِ وتُحفّزهُ على الغوصِ في عالمِ الإبداعِ.
قد تكونُ الفكرةُ مستوحاةً من حدثٍ حقيقيٍّ، أو من حلمٍ، أو حتّى من خيالِ الكاتبِ الحرّ.
ولكنْ، لا يكفي أنْ تكونَ الفكرةُ جذّابةً فحسبُ، بلْ يجبُ أنْ تكونَ قابلةً للتطويرِ والتحويلِ إلى روايةٍ مُقنعةٍ.
لذا، ينصحُ الكتّابُ المُخضرمونَ بقضاءِ بعضِ الوقتِ في التفكيرِ بعمقٍ في الفكرةِ، وبحثِ جوانبها المُختلفةِ، والتأكدِ من أنّها تمتلكُ إمكانياتٍ كافيةً لملءِ صفحاتِ روايةٍ كاملةٍ.
- بناءُ الشخصياتِ: حجرُ الأساسِ
“الشخصياتُ هي قلبُ الروايةِ، فهي من تُحرّكُ الأحداثَ وتُثيرُ مشاعرَ القارئِ.” – إي. إل. جيمس
لا شكّ أنّ الشخصياتِ هي العنصرُ الأساسيّ في أيّ روايةٍ، فهي من تُضفي على الروايةِ الحيويةَ والواقعيةَ وتجعلها عالقةً في ذاكرةِ القارئِ.
لذلكَ، يجبُ على الكاتبِ أنْ يُبدعَ شخصياتٍ مُقنعةً ذاتَ أبعادٍ مُختلفةٍ، وأنْ يُشعِرَ القارئَ بأنّهُ يعرفُها عن كثبٍ.
ولتحقيقِ ذلكَ، ينصحُ بوضعِ خطّةٍ مُفصلّةٍ لكلّ شخصيةٍ، تشملُ خلفيّتها، وأهدافها، ودوافعها، ونقاطَ قوتها وضعفها، وطريقةَ تفاعلها مع الشخصياتِ الأخرى.
كما يجبُ على الكاتبِ أنْ يُستخدمَ لغةَ الجسدِ والحوارَ بدقّةٍ لِإظهارِ مشاعرِ الشخصياتِ وأفكارها.
- حبكةُ الروايةِ: بوصلةُ السردِ
“الحبكةُ هي بوصلةُ الروايةِ، فهي من تُوجّهُ مسارَ الأحداثِ وتُبقِي القارئَ مُتعلّقًا بالروايةِ.” – أجاثا كريستي
تُعدّ الحبكةُ سلسلةَ الأحداثِ التي تُشكّلُ قصةَ الروايةِ، وهي التي تُحرّكُ مشاعرَ القارئِ وتُثيرُ فضولهُ.
يجبُ على الكاتبِ أنْ يُخطّطَ للحبكةِ بعنايةٍ، وأنْ يُوزّعَ الأحداثَ بشكلٍ مُتناسقٍ، مع الحرصِ على إثارةِ التشويقِ في القارئِ وإبقائهُ مُتوقّعًا ما سيحدثُ بعدَ ذلكَ، وهنا أنواع متعددة من الحبكات،
أشهرها: بنيةِ السردِ الكلاسيكيةِ، والتي تشملُ المقدّمةَ، والعقدةَ، والحلّ.
في المقدّمةِ، يتمّ تعريفُ الشخصياتِ والظروفِ، ووضعُ الأساسِ للأحداثِ القادمةِ.
في العقدةِ، تتطوّرُ الأحداثُ وتزدادُ تعقيدًا، وتواجهُ الشخصياتُ تحدّياتٍ صعبةً.
في الحلّ، يتمّ حلّ الأحداثِ وتوصّلُ الشخصياتِ إلى مصيرها.
- الأسلوبُ: بصمةُ الكاتبِ
“الأسلوبُ هو الرجلُ.” – غوته
يُعدّ الأسلوبُ السمةَ المميّزةَ للكاتبِ، فهو الذي يُضفي على الروايةِ طابعها الخاصّ ويجعلها مُختلفةً عن الرواياتِ الأخرى.
يتكوّنُ الأسلوبُ من مجموعةٍ من العناصرِ، مثلَ اختيارِ الكلماتِ، وبنيةِ الجملِ، واستخدامِ الأوصافِ والاستعاراتِ.
يجبُ على الكاتبِ أنْ يُطوّرَ أسلوبهُ الخاصّ، وأنْ يُحاولَ التعبيرَ عن أفكارهِ ومشاعرهِ بشكلٍ مُبدعٍ وجذّابٍ.
ولتحقيقِ ذلكَ، ينصحُ بقراءةِ رواياتٍ لكتّابٍ مُختلفينَ، ومحاولةِ تحليلِ أسلوبهمِ، وتجربةِ كتابةِ نصوصٍ قصيرةٍ بأسلوبٍ مُختلفٍ، وحضور الدورات والورش التي تحفز على الكتابة، وتوفر فرص لتعلم تقنيات وأساليب جديدة.
- مراجعةُ النصّ: مفتاحُ النجاحِ
“المراجعةُ هي مفتاحُ النجاحِ في أيّ عملٍ إبداعيٍّ.” – إرنست هيمينغواي
لا شكّ أنّ مراجعةَ النصّ هي الخطوةُ الأخيرةُ والأهم في كتابةِ الروايةِ، فهي التي تُساعدُ على تصحيحِ الأخطاءِ اللغويةِ والنحويةِ، وتحسينِ أسلوبِ الكتابةِ، وتقويةِ بنيةِ الروايةِ.
يجبُ على الكاتبِ أنْ يُراجعَ نصّهُ بعنايةٍ، وأنْ يُطلبَ من شخصٍ آخرَ قراءتهُ وإبداءِ ملاحظاتهِ.
كما ينصحُ باستخدامِ برامجِ التدقيقِ الإملائيّ والنحويّ، ولكنْ مع الحرصِ على عدمِ الاعتمادِ عليها بشكلٍ كاملٍ.
خاتمة:
إنّ كتابةَ الروايةِ رحلةٌ شاقةٌ ومُمتعةٌ في آنٍ واحدٍ، رحلةٌ تتطلّبُ جهدًا كبيرًا وصبرًا ومثابرةً.
ولكنْ، مع اتّباعِ أساسياتِ كتابةِ الروايةِ، والوصايا السابقة، يُمكنُ لأيّ كاتبٍ أنْ يُحقّقَ حلمهُ بكتابةِ روايةٍ ناجحةٍ تُخلّدُ إبداعهُ عبرَ الزمنِ.